ويحرص على التعلم من خلال مواظبته عليه"في جميع أوقاته ليلاً ونهاراً سفراً وحضراً، ولا يضيّع شيئاً من أوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل إلا بقدر الضرورة من أكل وشرب ونوم أو استراحة لملل، أو أداء لحق زوجة أو زائر أو تحصيل قوت وغيره مما يحتاج إليه، أو لألم يتعذر معه الاشتغال"((١)).
إن المعلم الذي هذا هو شأنه، لا بد أن يكون ممن أحب مهنته ورضي عنها وتعلق بها، وسعى إلى"تنزيهها وصيانتها عن دنيء المفاسد فرفض أن يجعل علمه سلماً يتوصل به إلى الأغراض الدنيوية من جاه أو مال أو سمعة أو شهوة أو خدمة أو تقدم على أقرانه.... وتنزه عن الطمع في رفق من طلبته بمال أو خدمة أو غيرهما بسبب اشتغالهم عليه وترددهم إليه"((٢))، وهذا المعلم يعطي وظيفته حقها ويعرف ماله من حقوق وما عليه من واجبات فلا يخل بها من حضور درس ومذاكرة وقراءة ونحوها ولو لعروض مرض خفيف أو ألم طفيف، وليستشف بالعلم وليشتغل بقدر الإمكان كما قيل:

إذا مرضنا تداوينا بذكركم ونترك الذكر أحياناً فننكس((٣))
ثالثا: الإعداد النفسي والخلقي:
(١) - ابن جماعة: المرجع نفسه، ٢٧.
(٢) - ابن جماعة: المرجع نفسه، ص١٩.
(٣) - العلموي: المفيد في آداب المفيد والمستفيد، ص٤١.


الصفحة التالية
Icon