فهذه ستة أركان للإيمان ورد بها الحديث الصحيح والآيات الكريمة قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا )(١).
فالركن الأول الإيمان بالله، ويعني: توحيده سبحانه وتعالى فهو الإله الحق المبين، الذي خلق فسوى وقدر فهدى، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، والآيات الدالة على هذا المعنى كثيرة من أعظمها وأكثرها دلالة قوله تعالى: ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )(٢).
والركن الثاني: الإيمان بالملائكة، ومن الإيمان بهم: الإيمان بأعدادهم وكثرتهم وبخلقهم وبأعمالهم، والإيمان بمن ذكرت لنا أسماؤهم منهم، والإيمان بمن ذكرت لنا أعمالهم الموكلة إليهم.
الركن الثالث: الإيمان بالكتب، ومن الإيمان بها الإيمان بأعدادها الكثيرة، وما ذكر منها مفصلا ومسندا إلى النبي - ﷺ - الذي أنزل عليه أو بعث به، ومن الإيمان بها الاعتقاد بأن بعضها ينسخ بعضا، وأن جملة ما نزل منها قد نسخه الله بالكتاب الخاتم الذي أنزل على النبي - ﷺ -.

(١) سورة النساء الآية رقم ( ١٣٦ ).
(٢) سورة البقرة الآية رقم ( ٢٥٥ ).


الصفحة التالية
Icon