وما هذا الذكر والدوران لهذه الكلمة في القرآن الكريم إلا لأهميتها، فالإيمان هو مصدر السعادة لأهله في الدنيا والآخرة، والإيمان أفضل الأعمال على الإطلاق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله - ﷺ -: أي الأعمال أفضل؟ ( قال: إيمان بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: ثم ماذا؟ قال حج مبرور )(١).
يقول الشيخ الدكتور صالح بن حميد: إنّ في حلاوةِ الإيمان ترطيبًا لجَفاف المادّة الطاغية، وحدًّا من غلواءِ الجشَع والجزَع، وغَرسًا لخِلال البِرّ والرّحمة، ومن ثَمّ تتنزّل السّكينة على القلوب، وتغشى الرحمةُ النّفوس، يقول تعالى: ( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صلاتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )(٢)، ويقول سبحانه ( أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ )(٣).

(١) متفق عليه رواه البخاري كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور. انظر صحيح البخاري ( ٢/ ٥٥٣ )، ورواه مسلم كتاب الإيمان، برقم ( ٨٣ ). انظر صحيح مسلم ( ١/ ٨٨ ).
(٢) سورة البقرة الآية ( ١٥٧ ).
(٣) سورة المجادلة الآية رقم ( ٢٢ ). خطبة للشيخ في المسجد الحرام عن الإيمان.


الصفحة التالية
Icon