وقد جمع النبي الكريم - ﷺ - بين الإيمان والقرآن في عدة أحاديث منها هذا الحديث الذي يبين فيه مكانة المؤمن القارئ فعَنْ اَبِي مُوسَى الاَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ -: ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَاُ الْقُرْانَ مَثَلُ الاُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَاُ الْقُرْانَ مَثَلُ التَّمْرَةِ لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَاُ الْقُرْانَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَاُ الْقُرْانَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ) (١).
فدل هذا الحديث على علو مكانة المؤمن الذي يقرأ القرآن، وقد قال - ﷺ -: ( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده، وهو عليه شديد فله أجران )(٢).
ولا يخفى أن من كان مع السفرة الكرام البررة ـ كما جاء مصرحا به في كلام النبي - ﷺ - ـ أفضل من الذي له أجران.
المطلب الثالث: الأثر الإيماني للقرآن الكريم في الجيل الأول:
(٢) بهذا اللفظ رواه البخاري كتاب التفسير، باب تفسير سورة عبس. انظر صحيح البخاري ( ٤/ ١٨٨٢ )، ورواه مسلم مختصرا كتاب صلاة المسافرين وقصرها، برقم ( ٧٩٨ ). انظر صحيح مسلم ( ).