أ ـ ارتياد المساجد وتعود ذلك ـ وهو أمر حث عليه الشارع كثيرا ـ وخاصة في جانب الرجال، ولذلك جاءت كلمة ( رِجَالٌ ) في الآية السابقة للدلالة على مكانة بيوت الله بالنسبة لمرتاديها من الرجال، ولما ذكر النبي - ﷺ - السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ـ كانت كلمة رجل حاضرة ومقصودة في هذه الحال ـ، قال - ﷺ - : ورجل قلبه معلق في المساجد (١).
ب ـ الذهاب إلى المسجد لقصد الجماعة وانتظارها، ولقصد قراءة القرآن وتعلم ما ينفع كل ذلك يزيد في الأجور ويرفع الدرجات ويحط السيئات، يقول - ﷺ - : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط (٢)، والطالب في حلقات التحفيظ يفرغ من صلاة العصر ويجلس مع القرآن الكريم حتى صلاة المغرب، كما يجلس من بعد المغرب إلى العشاء ؛ فهو قارئ للقرآن منتظر للصلاة.
ج ـ يتعلم الطالب في ذهابه لحلقات التحفيظ أمورا كثيرة طيبة منها أحكام الطهارة وآداب المشي إلى بيوت الله وسنن دخول المساجد وكيف يكون الأدب فيها.
د ـ تعلم طالب حلقات التحفيظ من معلمه وزملائه سلوكيات طيبة كثيرة خاصة مع كون الجميع في بيت الله متلبسين بطاعة قراءة القرآن الكريم، يتعلمون من معلمهم آداب التلاوة والتكرار والحفظ، كما يتعلمون أهم أوقات المراجعة والحفظ.

(١) متفق عليه. رواه البخاري كتاب الجماعة والإمامة، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد. انظر صحيح البخاري ( ١/ ٢٣٤ )، ورواه مسلم كتاب، برقم ( ١٠٣١ ). انظر صحيح مسلم ( ٢/ ٧١٥ ).
(٢) رواه مسلم كتاب الطهارة، برقم ( ٢٥١ ). انظر صحيح مسلم ( ١/ ٢١٩ ).


الصفحة التالية
Icon