ثالثا: ومع كثرة التكرار نجد حامل القرآن قريبا من الله بعيدا عن كل خلل، فأخلاقه إلا أخلاق النبي - ﷺ - أميل، وبآداب القرآن الكريم ألصق، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله - ﷺ - قال: ( من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد، ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام الله تعالى )(١).
رابعا: وبكثرة تكرار الطالب تزيد الحسنات وترفع درجاته في الآخرة بل ويجعل الله تعالى له القبول في الأرض، قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) (٢)، ويقول - ﷺ - :( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) (٣).
ب ـ التربية الإيمانية العملية بآيات القرآن الكريم؛ لأن الطالب يحصل بمداومة قراءة القرآن الكريم على معرفة كبيرة وتربية لا يمكن وصفها، وسأذكر بعض تلك الجوانب ـ مختصرا ـ؛ لأن بعضها مر في المراحل المتقدمة في هذا البحث.
(٢) سورة فاطر الآيتان رقم ( ٢٩، ٣٠ ).
(٣) رواه الترمذي في سننه برقم ( ٢٩١٠ ) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. انظر سنن الترمذي أبو عيسى محمد بن عيسى ( ٥/ ١٧٥ ).