٣ـ وفي جانب المعاملات والأخلاق نجد طالب التحفيظ يتعلم كثيرا ـ منها ما كان مزاوِلاً له ومنها ما هو بعيد عنه ـ فهو يقرأ آيات القرآن الكريم التي تأمره بالمعروف بشتى أنواعه ما كبر منه وما صغر وما دق منه وما جل، وتنهاه عن المنكر كله صغيره وكبيره، يقول الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (١)، قال السعدي رحمه الله: فالعدل الذي أمر الله به يشمل العدل في حقه، وفي حق عباده؛ فالعدل في ذلك: أداء الحقوق كاملة موفورة بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية، والمركبة منهما في حقه وحق عباده، ويعامل الخلق بالعدل التام؛ فيؤدي كل والٍ ما عليه تحت ولايته سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى وولاية القضاء، ونواب الخليفة ونواب القاضي، والعدل: هو ما فرضه الله عليهم في كتابه وعلى لسان رسوله وأمرهم بسلوكه، ومن العدل في المعاملات؛ أن تعاملهم في عقود البيع والشراء ـ وسائر المعاوضات ـ بإيفاء جميع ما عليك فلا تبخس لهم حقا ولا تغشهم ولا تخدعهم ولاتظلمهم، فالعدل واجب، والإحسان فضيلة مستحبة؛ وذلك كنفع الناس بالمال والبدن والعلم وغير ذلك من أنواع النفع حتى يدخل فيه الإحسان إلى الحيوان البهيم المأكول وغيره....