ثانيا: في العبادات؛ تجدهم يقومون بها على أكمل وجه فيؤدونها مكتملة الأركان والواجبات والشروط والسنن؛ كما أمر الله سبحانه وتعالى، مستلهمين كل ذلك من فعل النبي - ﷺ - الذي يتحدث مبينا عن ربه سبحانه وتعالى، بل ويؤدونها بعلم ومعرفة تامة بأدلتها من الكتاب والسنة.
ثالثا: في المعاملات؛ تجد أهل القرآن أحسن الناس في تعاملهم مع ربهم عز وجل ومع آبائهم وإخوانهم وقراباتهم وجميع المسلمين؛ لأنهم علموا الحق في ذلك من كتاب الله الكريم وسنة المصطفى الأمين فأخذوا يعملون بمقتضى ما حفظوا وبخير ما علموا.
رابعا: في الأخلاق فأهل القرآن خلقهم هو خلق نبيهم - ﷺ - الذي كان خلقه القرآن، وقد كان - ﷺ - قرآنا يمشي على الأرض، فكذلك حفاظ القرآن يعملون بهديه ويستنون بسنته عليه الصلاة والسلام، فالأمانة والصدق والوفاء والإحسان وغيرها من الأخلاق الجميلة التي يتحلى بها أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأما الكذب والخيانة والفحش قولا وفعلا والغيبة والنميمة والسخرية فليست من أخلاق أهل القرآن.
والخلاصة: أن طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم:
أولا: يعرفون حق خالقهم في أولوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته؛ فلا معبود سواه ولا مصرف لهذا الكون إلا هو، فله الأسماء الحسنى والصفات العلى.
ثانيا: يعرفون حق نبيهم - ﷺ - ؛ فيلزمون طاعته فيما أمر ويجتنبون ما نهى عنه وزجر ولا يعبد الله سبحانه وتعالى ألا بما شرع - ﷺ -.
ثالثا: يعرفون حق دينهم فلا يعبدون الله إلا بمقتضى دينه الذي شرعه سبحانه فيخلصون في العبادة ويحسنون في الاتباع.


الصفحة التالية
Icon