رابعا وأخيرا: طلاب حلقات التحفيظ يتحلون بالأخلاق الحسنة والصفات الحميدة؛ فآباؤهم محل الطاعة والاحترام والتقدير، ومن ولاه الله عليهم ولاية عظمى أو صغرى يتعاملون معه بالوفاء والصدق والإخلاص، وهم صادقون مخلصون في تعاملاتهم كلها، يجعلون مراضي الله نصب أعينهم فلا يحيدون أبدا عن صراطه السوي.
الخاتمة: وفيها مطلبان.
المطلب الأول: النتائج.
الأثر الإيماني للقرآن على طلاب حلقات التحفيظ في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية موضوع كبير يحتاج لأمور مهمة منها:
جودة التأصيل لهذا الأثر الإيماني، وذلك للآتي:
أولا: الإيمان بالله والتعريف به سبحانه وتعالى وماذا يجب له وماذا يجوز عليه هو الهدف الأول من إرسال جميع الرسل وإنزال جميع الكتب السماوية، قال تعالى: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )(١).
ثانيا: خاتم الكتب الذي أنزله بصورة مغايرة لجميع الكتب السابقة من عدة نواحي ـ من أهمها كيفية الإنزال والتكفل بالحفظ الأبدي ـ يحمل كل خير للبشرية وكل ما يصلح الإنسانية، ولذلك كان هذا الكتاب العزيز لجميع الخلق وليس لأمة خاصة أو لقوم معينين، قال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )(٢)،

(١) سورة النحل الآية رقم ( ٣٦ ).
(٢) سورة الأنبياء الآية رقم ( ١٠٧ ).


الصفحة التالية
Icon