ثالثا: أعد الله نبيه عليه الصلاة والسلام منذ نعومة أظفاره لتحمل هذه الرسالة، وهي العمل بالقرآن الكريم وتبليغه وتعليمه وبيانه، قال تعالى: ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا)(١)، فقام - ﷺ - بهذه الرسالة وأدى الأمانة، وربى الأمة على الكتاب العزيز، ولم يتركها إلا وقد فهمت منه كل ما أراد الله سبحانه وتعالى، ولم تزل الأمة تتوارث هذا الخير جيلا بعد جيل يبلغه السابق للاحق، وعليه فإعداد معلم القرآن من أهم الواجبات التي يجب على الأمة الاضطلاع بها.
رابعا: بما أن خلود هذه الرسالة وبقاءها ليس بالأشخاص وإنما بالقيام بهذا الكتاب العزيز وتحكيمه والعمل بآدابه وأخلاقه كان لزاما على الأمة أن تهتم به كثيرا تعليما وعملا وتطبيقا، وبخاصة في هذه الأزمان المتأخرة التي ظهرت فيها الأحقاد والضغائن من أعداء القرآن الكريم ورسوله - ﷺ - وأمة القرآن.
خامسا: ولما وجدت الأمة أن عزها وسعادتها في تحكيم الكتاب العزيز كان لزاما عليها أن تعود للاهتمام بالقرآن الكريم تعلما وتعليما وعملا، فكانت هذه الحلقات المباركة في هذه الجمعيات الرائدة.
سادسا: ومع رسوخ الإيمان بأهمية هذه الحلقات سارع الخيرون من أبناء الأمة الإسلامية حكومات وجماعات وأفرادا إلى دعم هذه الجمعيات بشتى الوسائل ماديا ومعنويا، وسارعوا بتسجيل أبنائهم وبناتهم في هذه الحلقات التعليمية التربوية التي أثبتت جدارته.
المطلب الثاني: التوصيات.
أولا: هذه الورقة في الأثر الإيماني لحفاظ القرآن الكريم في حلقات التحفيظ ما هي إلا قطرة من بحر حسنات هذه الجمعيات المباركة، وغيض من فيض بالنسبة لما يجنيه حفاظ القرآن الكريم في هذه الجمعيات.