أولاً: الشفقة على المتعلمين، وذلك بأن يعامل المعلمُ المتعلمَ كابنه تماما، وذلك واضح في توجيه الرسول - ﷺ - للمؤمنين عامة وللمعلمين خاصة في قوله:( إنما أنا لكم مثل الوالد لولده )(١)، ويقصد الرسول - ﷺ - بذلك إنقاذهم من نار الآخرة، وهو أهم من إنقاذ الوالدين ولدهما من نار الدنيا، ولذلك قرر أن حق المعلم أعظم من حق الوالدين، فالوالد سبب الوجود الحاضر، أما المعلم فهو سبب الحياة الباقية.
ثانيًا: ضرورة اقتداء المعلم بصاحب الشرع الحنيف - ﷺ - في عدم المنة على المتعلمين؛ لأن تعلمه نعمة، كما أن تعليمه لطلابه نعمة، والنعمة لا يُمَن بها؛ لأن المَنَّ بها يؤدي إلى زوالها.
ثالثًا: ألا يترك المعلم من نصح المتعلم شيئًا، بل يجب عليه أن يستمر في نصحه؛ لأن النصيحة واجبة من المعلم للمتعلم.
رابعًا: يجب على المعلم أن يمنع المتعلم عن الأخلاق السيئة بطريق التعريض لا بطريق التقريع، وبطريق الرحمة لا بطريق التوبيخ والتعنيف، فربنا يقول لرسوله - ﷺ -: ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ).
خامسًا: يجب على المعلم أن يتصل بالمتعلم على قدر فهمه، ويخاطبه على قدر عقله.
سادسًا: يجب على المعلم أن يراعي أحوال المتعلمين في مستوى التحصيل والإدراك، وأن يراعي الفروق الفردية بين طلابه.
سابعًا: يجب على المعلم أن يكون عاملاً بعلمه، قدوة فيما يقول، وأسوة فيما يفعل؛ لأنه المؤثر الأول بعد الأسرة في تكوين فكر طلابه وتهذيب أخلاقهم (٢).
وتتمة لحديث الدكتور منصور أقول: يجب على معلم القرآن خاصة أن يتحلى بالآتي:

(١) جزء من حديث رواه ابن ماجة في سننه، برقم ( ٣١٣ ). انظر سنن ابن ماجة ( ١/ ١١٤ ).
والحديث رواه ابن خزيمة في صحيحه ( ١/ ٤٣ )
(٢) تحقيق صبحي مجاهد، من موقع إسلام أون لاين نت.


الصفحة التالية
Icon