نموذج تطبيقي لقد ندب الله تعالى بالتخلق بخلق بالعفو (وليعفوا وليصفحوا) وذلك في أقصى حادثة على نفس أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وابنته الصديقة رضي الله عنها (حادثة الإفك) وفي سبب نزول هذه الآية تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: لمّا نزل هذا يعني قوله: (إنّ الّذِينَ جاءُوا باْلإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) (١) في عائشة، وفيمن قال لها ما قال، قال أبو بكر ـ وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته ـ : والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا، ولا أنفعه بنفع أبدًا، بعد الذي قال لعائشة ما قال، وأدخل عليها ما أدخل، قالت: فأنزل الله في ذلك: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) (٢) قالت: فقال أبو بكر: والله إني لأحبّ أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح نفقتَه التي كان يُنفِق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا. (٣)
مراعاة أخلاق العفو واتباع المعروف والأداء بإحسان
في أحكام القصاص
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم) (٤)
(٢) ١- سورة النور آية ٢٢
(٣) ٢- الطبري، جامع البيان ١٨/١٠٢
(٤) ٣- سورة البقرة آية ١٧٨