وقوله (فمن عفى له من أخيه شئ) أي: ترك له دمه ـ في أحد التأويلات ـ ورضي منه بالدية (فاتباع بالمعروف) أي: فعلى صاحب الدم اتباع بالمعروف في المطالبة بالدية، وعلى القاتل (أداء إليه بإحسان) أي من غير مماطلة وتأخير عن الوقت، ففي هذه الآية: حض من الله تعالى على حسن الاقتضاء من الطالب، وحسن القضاء من المؤدي (ذلك تخفيف من ربكم ورحمة) أي أنّ من كان قبلنا لم يفرض الله عليهم غير النفس بالنفس فتفضل الله على هذه الأمة بالدية إذا رضي بها ولي الدم. (١)
المبحث الخامس
الأثر التربوي والأخلاقي في الآيات المتعلقة بالعلاقات الدولية
- لقد ربى القرآن الكريم أتباعه بأخلاق رفيعة راقية في التعامل مع غير المسلمين، وهي مبثوثة في ثنايا القرآن نقتطف منها
أولاً: خُلُق عدم الاعتداء
قال تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (٢)
(٢) ١- سورة البقرة آية ١٩٠