ولقد ربط القرآن الكريم بين الأخلاق والعبادات فجعلها إحدى الثمار الدانية من وراء التكاليف الشرعية وليست بمعزل عنها، قال تعالى (وأقم الصلاة إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) (١) كما ربط النبي - ﷺ - عمليًا بين العبادة والأخلاق فقد ورد في السنن أنه - ﷺ - كان من دعائه عند استفتاح الصلاة (اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها إنه لا يصرف سيئها إلا أنت) (٢)
وقد عرّف الجرجاني العبادة تعريفًا جامعًا فقال: هي الوفاء بالعهود، وحفظ الحدود، والرضا بالموجود، والصبر على المفقود(٣)
الأثر الأخلاقي والتربوي في آيات الصلاة
(١) ٢- سورة العنكبوت آية ٤٥
(٢) ٣- أخرجه أبو عوانة في مسنده رقم ١٦٠٨ولفظه عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول - ﷺ - كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي لا يغفر الذنوب إلا أنت، اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها إنه لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير بيديك، والمهدي من هديت، وأنا بك وإليك وتباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك، وكان النبي - ﷺ - إذا سجد في الصلاة المكتوبة قال: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، أنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين،.... الخ الحديث، وأخرجه الدارقطني في سننه باب ٢٨ دعاء الاستفتاح بعد التكبير الحديث رقم٣
(٣) ١- الجرجاني، التعريفات ص ١٥١
(٢) ٣- أخرجه أبو عوانة في مسنده رقم ١٦٠٨ولفظه عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول - ﷺ - كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي لا يغفر الذنوب إلا أنت، اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها إنه لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير بيديك، والمهدي من هديت، وأنا بك وإليك وتباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك، وكان النبي - ﷺ - إذا سجد في الصلاة المكتوبة قال: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، أنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين،.... الخ الحديث، وأخرجه الدارقطني في سننه باب ٢٨ دعاء الاستفتاح بعد التكبير الحديث رقم٣
(٣) ١- الجرجاني، التعريفات ص ١٥١