- أول ما نلاحظ اقتران الصلاة بلفظ (أقيموا): للإشعار بأدائها بإخلاص لله وحده، مع صدق التوجه إليه تعالى، والخشوع لعظمته وجلاله، والاستكانة لعز سلطانه، ورعاية ما اقترنت به من أخلاق عليا ومبادئ مثلى حتى ترتقي بها إلى القبول.
١ـ اقترنت بالقول الحسن فقال تعالى(وقولوا للناس حسنًا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)(١)
فينبغي أن يكون المصلي متعاهدًا نفسه لتربيتها على القول الحسن، وليس القول الحسن خاصًا بالمؤمنين فقط، بل لجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم. فقد ذكر النيسابوري نقلاً عن أهل التحقيق: أنه على العموم وذلك أنّ كلام الناس مع الناس في الأمور الدينية إن كان بالدعوة إلى الإيمان وجب أن يكون بالرفق واللين، كما قال الله تعالى لموسى - عليه السلام - (فقولا له قولاً لينًا)(٢) وقال لنبينا محمد - ﷺ - (ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك)(٣) وإن كان بالدعوة إلى الطاعة كدعوة الفسّاق فحُسنُ القولِ أيضًا معتبر (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)(٤) (ادفع بالتي هي أحسن)(٥) وأمّا في الأمور الدنيوية فمن المعلوم: أنه إذا أمكن التوصل إلى الغرض باللطيف من القول لم يعدل إلى غيره، وما دخل الرفق في شيء إلا زانه، وما دخل الخرق في شيء إلا شانه، فثبت أنّ جميع آداب الدين والدنيا داخل تحت هذا القول.(٦)
٢ـ الصلاة مقترنة بالإعراض عن اللغو (قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون* والذين هم عن اللغو معرضون)(٧)
(٢) ٣- سورة طه آية ٤٤
(٣) ٤- سورة آل عمران آية ١٥٩
(٤) ٥- سورة النحل آية ١٢٥
(٥) ١- سورة فصلت آية ٣٤
(٦) ٢- النيسابوري، غرائب القرآن ورغائب الفرقان ١/٣٢٥
(٧) ٣- سورة المؤمنون ١: ٤