وأصل الفاحش: السيء الخلق، والفحش: كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وقيل: كل ما نهى الله - عز وجل - عنه وقيل: كل خصلة قبيحة من الأقوال والأفعال (١)
وكفى بصاحبه منزلة أن قال الهيتمي: في (الزواجر) (٢) إنّ ملازمة الشر والفحش من الكبائر مستدلاً بقوله - ﷺ - (إنّ شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس ـ أو ودعه الناس ـ اتقاء فحشه) (٣)
فالصلاة باب مفتوح لمن عزم على اجتناب الفحشاء، وطريق ذلك: أن يحضر قلبه، ويفرغه عما سوى ربه، ويقبل بفهمه لما يتلو، وكم من معان لطيفة يدركها المصلي أثناء صلاته تمنعه من الفحشاء والمنكر، ثم العزيمة والمجاهدة لحسن الخُلق عملاً وسلوكًا.
قال القرطبي: أخبر حُكما منه بأنّ الصلاة تنهى صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر، وذلك لما فيها من تلاوة القرآن المشتمل على الموعظة، والصلاة تشغل كل بدن المصلى فإذا دخل المصلي في محرابه، وخشع وأخبت لربه، وادّكر أنه واقف بين يديه، وأنه مطلع عليه ويراه، صلحت لذلك نفسه وتذللت، وخامرها ارتقاب الله تعالى، وظهرت على جوارحه هيبتها، ولم يكد يفتر من ذلك حتى تظله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة، فهذا معنى هذه الأخبار، لأن صلاة المؤمن هكذا ينبغي أن تكون.
(٢) ٤- الهيتمي، الزواجر عن اقتراف الكبائر ص١٥٢
(٣) ٥- البخاري، الصحيح رقم ٦٠٥٤ ومسلم، الصحيح ٢٥٩١ من رواية السيدة عائشة رضي الله عنها.