تحقيق الأمن النفسي لدى طلاب الحلقات القرآنية والسلامة من الأمراض النفسية والخلقية حيث دلت البحوث والدراسات أن الحياة في ظلال القرآن الكريم ـ كما هو حال طلاب الحلقات ـ سوف ( يؤدي إلى سلامة نفوسهم من الأمراض النفسية والخُلُقية؛ حيث أن القرآن الكريم هو الشفاء من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القران شفاء للقلوب والنفوس والأبدان جميعا، وفيه الهداية والتوجيه، والإرشاد والحكمة، والموعظة الحسنة، والصلاح والإصلاح للنفس الإنسانية، قال تعالى :" وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً " الإسراء - آية٨٢)(١)، يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية :" يذهب ما في القلب من أمراض من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل فالقرآن يشفي من ذلك كله وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه " (٢).
وبهذا سوف يصبح المتعلم في الحلقة القرآنية صالحاً يرغب فيما عند الله، ويؤمن بما في القرآن من وعد ووعيد، وهذا كله يثمر الطمأنينة القلبية لدى طلاب الحلقات القرآنية.
أهمية الأمن الاجتماعي :
إن الأمن نعمة عظيمة امتن الله بها على عباده، قال تعالى:" فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ*الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ " ( قريش- آية ٣-٤ )، والأمن يدفع الإنسان إلى القيام بواجبه نحو ربه ودينه ومجتمعه؛الأمر الذي يجعله يطمئن على نفسه ومعاشه وقوته.

(١) ناهد عبد العال الخراشي، أثر القرآن في الأمن النفسي، القاهرة، ١٤٠٧، ص٣٢.
(٢) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، مرجع سابق، ٥/١١٠.


الصفحة التالية
Icon