إن العاملين في الحلقات القرآنية يحرصون على العمل بمقتضى هذه النصوص الشرعية؛، ويربون النشء عليها؛ الأمر الذي يحقق للمجتمع في نهاية الأمر الأمن بمفهومه الشامل المتمثل في الأمن النفسي والأمن الدنيوي، والأمن الأخروي والذي يحقق السعادة والاستقرار والأمن لكل من الفرد والمجتمع وعليه فالتعليم القرآني في الحلقات القرآنية أحد أسباب تحقيق الأمن الشامل في المجتمع إذا اقترن بالتهذيب وحسن التربية، وغرس القيم الإسلامية والترغيب فيها، وبهذا يتحقق القول: افتح حلقة قرآنية تغلق سجناً، ولو تتبعنا السيرة الذاتية للجانحين والمجرمين في دور الرعاية الاجتماعية والسجون فسوف نجد أن الملتحقين بالحلقات القرآنية لا وجود لهم غالباً ضمن قائمتهم.
وقد نقل عن بعض فلاسفة الإغريق قولهم " أن الإنسان حيوان إذا أغفل تعليمه كان في منتهى التوحش والقوة، وإذا أضيف التعليم إلى طبيعته الخيرة عاد أليفاً منصفاً "(١)، فإذا كان التعليم الوضعي يحدث هذه النقلة الإيجابية فكيف الحال مع تعلم المنهج الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي يحقق الطمأنينة والأمن، قال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً"( الإسراءـ ٩ ).