ومن هنا كان الأمن حاجة إنسانية، تميز الفرد عن بقية الكائنات؛ حيث يصنفها التربويون في الدائرة الثانية بعد الحاجات الأساسية المتمثلة في الطعام والشراب حيث يصعب تحقيق احتياجات الناس في غياب شعورهم بالأمن والآمان (١)، والأمن الاجتماعي يؤكد على المظاهر الإيجابية المعبرة عن الشعور بالأمن والطمأنينة، والتقبل من الآخرين، والتواد مع أفراد المجتمع"لأن مفهوم الأمن يتمثل في وعي الفرد وإدراكه لواجبه في محيطه الاجتماعي، وما عليه من واجبات بما ينعكس إيجاباً على حياته، وعليه فإن الأمن الاجتماعي يتضمن شعور الفرد بإشباع حاجاته الاجتماعية في محيطه الاجتماعي حيث يشعر الفرد بذاته، ويعرف أدواره الاجتماعية، الأمر الذي يدفع الفرد عندئذ إلى الشعور بالحاجة إلى الانتماء للتمسك بتقاليد الجماعة ومعاييرها لدرجة أن الفرد يتمثلها كما لو كانت معاييره هو الذاتية"(٢) فالتربية على الأخلاق الإسلامية، والآداب القرآنية في بيئات الحلقات القرآنية تقوّي انتماء الفرد لمجتمعه ونحقق له الأمن والأمان والطمأنينة النفسية في الحلقات القرآنية حيث يتعلم الأخوة والإيثار والعدل والأمانة وغير ذلك من القيم الإسلامية التي يشعر معها بالأمان وهذا يجعله يعمم هذا الشعور الإيجابي لدى الناس، فيحب لهم ما يحب لنفسه، ومن ثم يتعاون معهم، ويكون عطوفاً على الآخرين.
(٢) المرجع السابق، ص١١٣٥.