تشتد الحاجة إلى غرس الإيمان بالله تعالى في نفوس الأولاد سواء داخل الأسرة أو في وسائط التربية الأخرى لا سيّما في ظل الانفتاح العالمي المعاصر، وكثرة الشهوات والشبهات التي تهز ثقة الشخص بقيمه ودينه، لذلك أصبحت الحلقات القرآنية أحد الوسائط التربوية الآمنة التي تقوي صلة التلميذ بربه عز وجل وتزيد إيمانه وتقيه المشكلات النفسية والسلوكيات المنحرفة حيث " إن أهم ما ينبغي تكريسه لمقاومة التيه والاغتراب والتبعية والوهن في شخصية الشباب المسلم هو زرع الإيمان في نفسه بأن له رسالة في الوجود يحملها مع إخوانه المسلين للعالم ويتحملها أمام الله فرداً وحيداً بين يديه، ومن خلال كشف الصور البئيسة لغير المسلمين" (١). إن ارتياد الطلاب بالحلقات القرآنية سوف يقوي إيمان طلاب الحلقات فيبتعدون عن مظاهر الانحراف المختلفة بل ويدفع التلاميذ إلى التمسك بالآداب الإسلامية والتأسي بالصالحين لأن بيئة الحلقة القرآنية توضح للتلاميذ قيم الخير الفضيلة وترغبهم فيها وتوضح الأجر الذي يترتب عليها، وتحذرهم من قيم الشر والعقوبة المترتبة عليها.
إن ثمرة استماع القرآن الكريم في الحلقة القرآنية تستوجب الرحمة لمن يستمع وينصت، قال تعالى:" وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتو لعلكم ترحمون" (الأعراف آية ٢٠٢)، و(لعلّ)، من الله تعالى واجبة، قال الليث بن سعد:" يقال: ما الرحمة إلى أحد أسرع منها إلى مستمع القرآن " (٢).
(٢) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٨٧م، ١/٩.