والحقيقة أن الجمعيات الخيرية من خلال الحلقات القرآنية وبرامجها والارتباط بالمسجد، وحفظ القرآن الكريم والتحلي بأخلاقه، والعمل بأحكامه تجعل الفرد يشعر الفرد بأهميته وارتباطه بمجتمعه فيتعمق انتماؤه إلى أمته، ويزيد تفاعله في مجتمعه، وبالتالي يتأكد الولاء بين أفراد المجتمع، ويزداد تعاونهم في الوقوف ضد الباطل. ويتضح أثر الحلقات القرآنية في تحقيق الأمن الاجتماعي كون معظم طلاب حلقات التحفيظ ملتزمون بآداب الإسلام في سلوكهم وأقوالهم في كل مكان وزمان، بل وفي جميع جوانب الحياة لأنه يتلقون المنهج الحق في الحلقات القرآنية ويتربون على أحكامه التي تعد من أقوى وسائل بناء الهوية لدى الفرد وتحقيق " هذه الذاتية الإسلامية التي كونّها القرآن الكريم خلال أربعة عشر قرناً على نحو متميز رباني الوجهة إنساني الغاية من أجل إقامة المجتمع الإسلامي وتبليغ رسالة الله إلى العالمين، ولذلك فقد كانت المحافظة عليها من الانهيار أو التدهور أو الجمود أو المداخلة أو الانصهار في الفكر البشري العالمي من الغايات الكبرى التي عاش لحمايتها وخدمتها وحراستها جماعة من الأبرار من العلماء والدعاة، ومن أجلها تحمّلوا عزم الأمور والصمود والمصابرة والمرابطة " (١) والحلقات القرآنية اليوم تقوم بهذه المهمة الشريفة، وتربي في نفوس الطلاب الهوية الصالحة، وتحمي التلاميذ من الذوبان في التيارات الوافدة، أو الوقوع في الشبهات المتكاثرة، أو التجاوب مع الأعمال المخلة بالأمن الاجتماعي.
٣- الحماية من الجريمة :
يواجه أفراد المجتمع المسلم مخاطر عديدة، وبخاصة في ظل الانفتاح على العالم، وزيادة المخاطر والمتغيرات التي تؤثر في سلوك الفرد، وقد تكون سبباً في انحرافه لا سيما المراحل العمرية المبكرة من حياة الإنسان.