٥- الرجوع إلى أهل العلم والخبرة والدعوة عند الحاجة وحدوث الفتن :
إن طلاب الحلقات القرآنية يرتبطون بأهل الخير في المجتمع من خلال انضمامهم للحلقات التي تعقد في المسجد، فيفزعون إليهم إذا واجهتهم أي مشكلة في حياتهم الدينية والدنيوية أو عند حدوث الفتن والمصائب، لذلك لن يتخذ طلاب الحلقات القرآنية موقفاً أو رأياً فيه مخالفة للشرع وقيم المجتمع ونظمه دون معرفة حكمه الشرعي والتربوي والاجتماعي من العلماء والمربون، والمصلحين والدعاة إلى الله عزّ وجل، والذين يكثر تواجدهم في المجتمع بعامة، والمسجد بخاصة ومنهم معلم للقرآن الكريم. ومما يتميز به طلاب الحلقات القرآنية التفافهم حول أساتذتهم، ومشاورتهم، وعدم انفرادهم بالرأي أو التسرع في اتخاذ مواقف دون مشاورتهم؛ لأنهم تربوا في ظلال القرآن الكريم الذي يؤكد على المرجعية الشرعية وسؤال أهل العلم، قال تعالى :" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (سورة النحل - ٤٣)، ومشاورتهم وعدم الاستعجال، قال الله تعالى:" وأمرهم شورى بينهم " ( سورة الشورى، آية ٣٨ ).
وبهذا يتضح أثر هذا الجانب على سلوك التلميذ، لا سيما أن طلاب الحلقات وخاصة الذين تقع أعمارهم ما بين ١٣- ١٥ " مظنة غلبة الشهوة لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى " (١)، ولن يتصدى لهذا الأمر إلّا أهل العلم الذين يبصرون النشء بعيوبهم، ويرشدونهم إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، وبيئة الحلقة القرآنية مناسبة لغرس هذا المعنى في نفوس التلاميذ، وتربيتهم عليه.
٦- تقوية الوازع الديني لدى الطلاب :