وعليه فإن القرآن الكريم كان النبراس الذي انطلق منه المربون، ومصدر الهداية لكافة جوانب الحياة، والنبع الصافي لتحقيق الخير، ومصدر التلقي الشامل لتوجيه سلوك الإنسان؛ مما جعله أحد وسائل بناء هذه الأمة، والتاريخ يجلي لنا هذه الحقيقة فعندما كانت الأمة مع القرآن، ولم تهجره، أو تتحاكم إلى غيره، عاشت قوية عزيزة، وعندما فرطت واقتصرت على تطبيقه في بعض جوانب الحياة سلّط الله عليها عدوها، ولن ترقى ويرتفع الذل عنها إلّا بهذا الكتاب، ولقد أدرك أعداء الإسلام هذه الحقيقة، يقول ( جلاد ستون) رئيس وزراء بريطانيا " مادام هذا القرآن موجوداً فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق الإسلامي، ولا أن تكون هي بنفسها بأمان "(١)، ويقول الدكتور ( واطسون ) أحد قادة التنصير في بلاد المسلمين :" وإننا نرقب سير القرآن في المدارس الإسلامية، ونجد فيه الخطر الداهم، ذلك أن القرآن وتاريخ الإسلام هما الخطران العظيمان اللذان تخشاهما سياسة التبشير " (٢).
(٢) أنور الجندي، الخنجر المسموم الذي طعن به المسلمون، القاهرة: دار الاعتصام، د. ت، ص٣٦.