لقد أصلح القرآن الكريم المجتمع الذي نزل فيه وما بعده من المجتمعات المتجددة، والتي أخذت بهديه، واستضاءت بنوره فهو كفيل بأن يصلح المجتمعات المعاصرة، ويعالج القضايا المتجددة؛ لأنه لا يزال وسيظل بحمد الله يحمل كل عناصر النمو والتجدد، والكفيلة بأن تجعله صالحاً للتطبيق في كل مجتمع، وإن اختلفت مقوماته قليلاً أو كثيراً عن مقومات المجتمع الذي نزل فيه القرآن، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلّا بما صلح أولها وسيظل هذا المنهج القرآني على اختلاف الأزمان والأجيال الدواء لكل داء، والحل لكل مشكلة، والعصمة من كل ضلال وذلك بنص حديث النبي ﷺ الذي يقول فيه:" إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله و سنتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض "(١)،(٢).
إن حاجة الأمة اليوم ماسة إلى العناية بالحلقات القرآنية وتفعيل دورها في المجتمع في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، لا سيما في ظل التحديات المعاصرة حتى تضطلع بمهماتها العظيمة في حفظ هوية الشباب، ودعم أمن المجتمع وسلامته، ووقاية النشء من الزيغ والانحراف، وإرساء القيم التربوية الصالحة ؛ لأنها تستمد رسالتها من رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى :"هو الذي بعث في الأمّيين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين "(سورة الجمعة_ آية ٢ ).
(٢) النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبدالقادر عطا، ط١، بيروت: دار الكتب العلمية، ١٤١١هـ، ح(٣١٩)، ١/١٧٢.