وكانت الحلقات القرآنية المسجدية من أبرز المناشط المؤثرة في تحقيق أمن المجتمع إذ لا تقل أهمية عن الأنشطة العبادية والاجتماعية والتعليمية التي تتم في المسجد الذي ارتبط منذ نشأته الأولى في حياة المسلمين بالتربية والتعليم والإصلاح الاجتماعي، فكل الأعمال المرتبطة بالمسجد تقوي أمن المجتمع، وصلاحه، وبناء جوانبه على هدي الكتاب والسنة.
وبناءً على ما سبق فإن الباحث قام بتوفيق من الله وفضله في المشاركة في ملتقى الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن والمجتمع الذي نظمته جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض بالوقوف على أثر الحلقات القرآنية في تحقيق الأمن الاجتماعي، وبيان أثرها في حياة الطلاب الخاصة وسلوكهم العام؛ لأن الإسلام بقيمه الروحية هو العامل الأهم في أية استراتيجية أمنية؛ حيث يمثل الرصيد الروحي المؤثر الذي يحمي قيم الخير والفضيلة والاستقامة، ويحارب ويحرم قيم الشر والرذيلة والانحراف، وكلما ازدادت صلة الفرد بدينه نمت في ضميره إرادة الخير، وبرزت معانٍ إنسانية سامية في نفسه (١)؛ وهذا ما يؤكد أن الحلقات القرآنية تسهم في تكوين نفسية الولد تكويناً سوياً يجعله شخصاً محباً للخير، متعاوناً عليه، محارباً للرذيلة.
ولمّا كانت هذه مكانة القرآن الكريم، ومنزلته العظيمة، و دوره في تحقيق أمن المجتمع؛ فإن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة قد حملت على عاتقها رسالة عظيمة هي تعليم القرآن الكريم، ونشره بين أبناء المجتمع، وتعليمه وتربية النشء على أخلاقه.
موضوع الدراسة:

(١) محمد فاروق النبهان، الأمن الاجتماعي والمجتمع العربي، مجلة الأمن، عدد(٧)، شوال، ١٤١٣هـ، ص١٩.


الصفحة التالية
Icon