إن المؤسسات التربوية المعاصرة التي تتولى تربية النشء على الأخلاق الإسلامية، وحمايته من مظاهر الانحراف السلوكي، وبناء المجتمع على المبادئ الصالحة متعددة، سواءً المؤسسات التربوية الرسمية أو المؤسسات التربوية الخيرية والتي منها الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم التي تسعى إلى العناية بالقرآن الكريم، والعمل على نشره في المجتمع، وتربية النشء على أخلاقه، وغرسه في صدور الجيل المسلم " فهو المقياس الأول والأخير لنجاح الإنسان في هذه الحياة " (١).
وعليه فإن موضوع هذا البحث ينحصر بالإجابة على السؤال التالي:
* ما أثر الحلقات القرآنية في تحقيق الأمن الاجتماعي ؟
أهمية البحث :
تنبع أهمية هذا البحث من موضوعه حيث يوضح أثر الحلقات القرآنية في تحقيق الأمن الاجتماعي، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال :" إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن هو حبل الله الذي أمر به، وهو النور البيّن، والشفاء النافع، عصمةً لمن اعتصم به، ونجاة لمن تمسك به، لا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّم، و لا يزوغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرّدِ، أتلوه فإن الله عز وجل يأجركم بكل حرف منه عشر حسنات، لم أقل لكم : ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "(٢).

(١) صالح عالم شاه، جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة ومدى تحقيقها لأهدافها التربوية، رسالة ماجستير غير منشورة، أم القرى، ١٤٢٢هـ، ص١٦.
(٢) الطبراني، المعجم الكبير، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، ط٢، الموصل: مكتبة العلوم والحكم، ١٩٨٣م، ح(٨٦٤٦)، ٩/١٣٠.


الصفحة التالية
Icon