والمتأمل لواقع جمعيات تحفيظ القرآن الكريم يلحظ عنايتها بتربية الناشئة على القرآن الكريم الذي يقوي الوازع الديني لديهم، ويعصمهم من الانحراف والزلل، لا سيما أن الكثير من الآباء والأمهات قد لا يعتنون بالتوجيه والإرشاد الديني الذي يحتاجه التلاميذ في هذه المرحلة العمرية إما لضعف الوازع الديني عندهم، أو بسبب جهلهم بالمبادئ الإسلامية وأصول التربية الصالحة، وقد كشفت إحدى الدراسات التطبيقية أن الغالبية من أقارب المنحرفين ليس عندهم الاهتمام الديني الكافي الذي يجعلهم يراعون أبناءهم دينياً، ويأمرونهم بالالتزام الأخلاقي، إقامة الفروض الشرعية حيث أوضحت بعض النتائج أن ( ٢١، ٣% ) من الآباء، و (٢٤، ١% ) من الأمهات فقط كانوا يبدون النصح والإرشاد الديني لأبنائهم مرتكبي الجرائم، وهذه النسب توضح أن هناك تفريطا من الوالدين لهذا الجانب المهم (١).