إن الحلقات القرآنية بمنهجها التربوي المتكامل، سوف تحمي التلميذ في الحلقة من الرفقة السيئة وخلطاء الشر والانحراف؛ فيسلم من التأثر بهم، وقد جاءت السنة النبوية مؤكدة هذا المعنى، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة "( (١)، وفي هذا الحديث الشريف تشبيه بليغ للصاحب السيئ والصديق الصالح، ومدى أثر كل منهم على صاحبه، وبهذا فإن مصاحبة الأخيار المستقيمة على الطاعة تغري بالفضيلة والأخلاق الحميدة، وتنفّر من الرذيلة والسلوك المنحرف.
إن الصحبة الصالحة تحبّب فعل الخير، وترغّب في العمل الصالح، في حين أن مصاحبة الأشرار والمنحرفين تؤدي إلى الانحراف، وتوقع الولد في الآثام والشرور حتى يقع في المهالك؛لذلك جاء الأمر الإلهي بمصاحبة الصالحين:"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين "(سورة التوبة، آية ١١٩ )
٨- طاعة ولاة الأمر ومحبتهم :
تعد طاعة ولاة الأمر، والالتفاف حولهم والسمع والطاعة لهم من الأسس الهامة في تحقيق الأمن الاجتماعي والاستقرار النفسي، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" لا بد للناس من إمارة برة كانت أو فاجرة، فقيل : يا أمير المؤمنين هذه البرة قد عرفناها فما بال الفاجرة ؟ فقال يقام بها الحدود وتأمن بها السبل ويجاهد بها العدو ويقسم بها الفيء "(٢).
وأولو الأمر هم الأمراء والعلماء والدعاة والمربون وكل صاحب مسؤولية، وقد جاء في الحديث :" من أطاعني
(٢) ابن تيمية، السياسة الشرعية في إصلاح الرعي والرعية، بيروت: دار المعرفة، ص ٨٧.