إن طلاب الحلقات فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني " (١).
وقد أكدت النصوص الشرعية وجوب طاعة ولي الأمر، وحرمت عصيانه أو الخروج عليه؛ لأن طاعة ولاة الأمر تثمر اجتماع كلمة أفراد المجتمع،" وفي العصيان فساد للأحوال في الدارين، وما نزعت يد من طاعة إلّا وصافحها الشيطان، وعرضها لفتن عمياء، ونزاعات وأهواء، واضطرابات هوجاء، والعاقل يدرك خطورة عصيان ولاة الأمر، ويعلم ما في الطاعة من الخير والهدى وتحقيق السعادة، واستتباب وترابط المجتمع وتماسكه.... ، وحماية الحياة الاجتماعية من الفوضى والاضطراب "( (٢). القرآنية يدركون هذه المعاني أكثر من غيرهم؛ حيث تربوا على الآيات القرآنية، و الأحاديث النبوية التي تؤكد هذا المعنى، كما في قوله تعال :" يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول" (سورة النساء – ٥٩ )، وهذا يدل على أن تربية التلاميذ على السمع والطاعة لولي الأمر يثمر آثاراً تربوية نافعة في معالجة النفوس، وإصلاح القلوب، وتهذيب السلوك والطباع والشعور، بتحمل المسؤولية، وغيرها من مظاهر الطاعة بسبب تربية التلاميذ في الحلقات القرآنية.
(٢) عبد الكريم العمري، دور المسجد في تحقيق الأمن الاجتماعي، الرياض، بحوث ندوة الأمن والمجتمع، كلية الملك فهد الأمنية، عدد(٣)، ١٤٢٥هـ، ص٢١٦.