إن الحلقات القرآنية تربي التلاميذ على طاعة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، وعدم الخروج عليهم، ففي الحديث أن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه- يقول: كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في الجاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال ( نعم ). قلت وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال نعم وفيه دخن ). قلت وما دخنه ؟ قال: ( قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ( نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت: يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال:( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال:
( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " (١).
وبهذا يتضح أن لزوم جماعة المسلمين، وطاعة ولي الأمر واجب شرعي أكّده منهج التربية الإسلامية، وأن طلاب الحلقات القرآنية يدركون أثر طاعة ولاة الأمر أكثر من غيرهم فهم يتقربون بذلك إلى الله عزّ وجل، وبالتالي سوف يطيعون حكّامهم، ويناصرونهم ؛ لأن قوة ولاة الأمر والالتفاف حولهم يؤدي إلى إقامة العدل، ورفع الظلم، وحفظ النفوس، وصيانة الأموال، وحماية الأعراض، ورعاية المقدسات، وحصول الطمأنينة والأمن، بل إن قوة السلطان سوف تؤدي إلى الالتزام بتعاليم الإسلام، واحترام حقوق الآخرين، وحماية المجتمع من الجريمة والمجرمين.
٩- الرعاية التربوية لطلاب الحلقات القرآنية :