إن رسالة الحلقات القرآنية رسالة كبيرة وشاملة لا تتوقف في الجانب التعبدي بل تشمل جوانب أخرى تساعد على ترسيخ مفهوم الأمن الاجتماعي في المجتمع من خلال البرامج التربوية والثقافية والتوجيهية التي يتلقاها الطالب في الحلقات القرآنية، وهذه الرعاية التربوية بمفهومها الشامل المستمد من منهج التربية الإسلامية تتحقق من خلال :
وجود قدوة صالحة في حياة التلميذ بدءاً من الأسرة مروراً بوسائط التربية الأخرى، فإذا وجد الولد قدوة صالحة في المنزل، ثم قدوة صالحة في الحلقة القرآنية، فهذا في الغالب سوف يسهم في بناء شخصية الفرد، ويحفظه من الانحراف؛ لأن القدوة من عوامل التأثير في سلوك الفرد، ولها أثر بالغ فيما يشب عليه الولد من ميول وعادات وأخلاق.
الرعاية التربوية الشرعية فغرس العقيدة الصحيحة في نفوس الناشئة، وتربيتهم على ذلك، وربطهم بالحلقة القرآنية منذ الصغر يجعلهم يعتادون الالتزام بالطاعة وأداء العبادة، وحفظ القرآن، والتخلق بالأخلاق الحسنة.
الرعاية العقلية، وتتمثل هذه الرعاية في تلقي العلوم المفيدة والنافعة التي لها أثرها في سلوك الإنسان، والتي تكون بعدئذ الدرع الواقي للتلميذ من الانحراف، وخاصة أن حفظ القرآن الكريم، وتعلم أحكامه ومدارسته في المسجد سوف يحفظه في الغالب من الوقوع في جنوح الأحداث بل تلحقه الخيرية كما جاء في الحديث عن رسول الله ﷺ أنه قال: " خيركم من تعلم القرآن وعلّمه " (١).
وفي ضوء ما سبق يتضح أن الحلقات القرآنية وما تقدمه للتلاميذ من توجيهات متنوعة هي صمّام الأمن الذي يحميهم من الوقوع في الانحرافات الأخلاقية والسلوكية.

(١) البخاري، صحيح البخاري، مرجع سابق، ح(٤٧٣٩)، ٤/١٩١٩.


الصفحة التالية
Icon