يؤدي الفراغ غالباً إلى انحراف الولد إذا لم تقدم له برامج نافعة يعمر بها وقته أو تقام بيئات تربوية صالحة كالحلقات القرآنية يقضي فيها وقته ؛ لأن الولد الذي يعيش في بيئة يكثر فيها الفراغ القاتل، سوف يصبح مصدر إزعاج لوالديه وبيئته بل ربما تحول إلى منحرف أو عابث يعمل على إيذاء الآخرين ويعتدي على ممتلكات المجتمع حيث يُعد الفراغ من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الأولاد(١).
ومما يؤكد خطر الفراغ على سلوك الولد أن الدراسات الميدانية التي أجريت في مجتمعنا السعودي أكدت أن ظاهرة جنوح الأحداث والوقوع في الجرائم مرتبطة بموضوع الفراغ حيث ذكرت إحدى الدراسات أن معظم المحكوم عليهم في الإصلاحيات ودور الملاحظة الاجتماعية ودور التوجيه الاجتماعي بالمملكة كان لديهم أوقات فراغ كبيرة خلال اليوم. وأن معدل الفراغ عند بعضهم يصل إلى نصف اليوم أو أكثر.
وبينت دراسة أخرى أن أسباب تعاطي المخدرات في إصلاحية الحائر بالرياض أن معظم المتعاطين (٣٦%) يشعرون بوقت فراغ في اليوم يصل إلى خمس ساعات فأكثر وإن (٧٣%) من المبحوثين ذكروا بصراحة أن وقت الفراغ عامل رئيسي في تعاطي المخدرات.
وأثبتت دراسة أخرى عن الإجرام الجنسي أن وقت الفراغ له أثر واضح وعلاقة أكيدة بالجرائم الجنسية بشكل عام في المجتمع فقد تبين أن (٤٠، ١%)من المحكوم عليهم بجرائم جنسية لديهم أوقات فراغ طويلة في اليوم تمتد من ٧إلى ١٢ساعة وهناك (٣٥%) من المجرمين يشعرون بفراغ طويل أكثر من ١٢ ساعة يومياً (٢).
(٢) محمد السيف، الظاهرة الإجرامية في ثقافة وبناء المجتمع السعودي، مرجع سابق، ص٨٩.