إن التلميذ يتربى على المبادئ والأخلاقية والروحية والاجتماعية في المراحل المبكرة من عمره (مرحلة الحلقة القرآنية) سوف يصبح عنده مناعة إيمانية وحصانة أخلاقية تجعله يتبنى القيم الإسلامية ويرفض ما يخالفها لأنه ارتبط بالروابط التربوية الإيمانية فاكتسب الفضائل وسلم من الرذائل السلوكية؛ وهذه المعاني إذا عمقت في نفوس النشء ورسخت في قلوبهم فسوف يصبحون مصدراً للخير والنفع لأنفسهم ومجتمعهم.
ولأهمية هذا الأمر فقد كان السابقون يؤكدون على تعلم القرآن في المراحل العمرية المبكرة لأن تعليم القرآن وحفظه أساس التعليم، وشعار الدين الذي يؤدي إلى تثبيت العقيدة ورسوخ الإيمان، بل يتعلم الولد في الحلقة القرآنية المحبة والرحمة والتعاون والتكافل ولا يزال المسجد وحلقاته القرآنية والصحبة أقوى وسائل التربية الأمينة على مر العصور حيث أن المسجد "يؤدي إلى تهذيب النفوس من شوائب الحقد والضغينة المؤدية إلى التشتت وعدم الاتزان والمثيرة للنزاع والانقسام والشقاق إذ يغرس في الأفراد السلوك الصحيح لتنمية الشعور بأن المجتمع أسرة واحدة، تجمعهم رابطة الإسلام وتضمهم وشيجة الإيمان من خلال المساواة التي من أبرز القيم من وحدة التي أصلها الإسلام في النفوس والمنبثقة من الأصل الإنساني " (١)، وبهذا فإن التعليم في الحلقة القرآنية يبعث في نفس المتعلم خشية الله تعالى، وحب الحق والخير وقبول العدل ومعاونة الناس وتربية الروح على الأخلاق الصالحة ونفع الآخرين قال ﷺ "خير الناس أنفعهم للناس".

(١) عبد الكريم العمري، دور المسجد في تحقيق مفهوم الأمن الاجتماعي، ندوة المجتمع والأمن، مرجع سابق، ص٢٠.


الصفحة التالية
Icon