ويحسن التنبيه هنا إلى أن الدراسات التي توصلت إلى هذه النتيجة قامت على عينة من الأطفال، مما يدل على العناية بمرحلة الطفولة في حفظ القرآن وتلاوته؛ لأن هذه المرحلة من أهم المراحل للتزود بالثروة اللغوية، واكتساب اللغة، ويبقى أثرها عليه لاحقاً في التنمية الفكرية والاجتماعية.
المبحث الثاني: النطق السليم
من الصفات المهمة في القارئ والمتحدث: سلامة النطق، وهي تعني أكثر من سلامة:
سلامة النطق صوتيًا، وصرفيًا، ونحويًا.
ويتحقق بها جميعًا القدرة على التعبير الفصيح، وهي ملكة الفصاحة، التي بها يتضح القول، ويحسن فهمه.
أما السلامة الأولى -السلامة الصوتية- فالمقصود منها إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة.
وهذه من صفات الفصاحة المؤثرة في المتلقي؛ لما لها من الأثر في إيصال اللفظ واضحًا مفهومًا، خاصة إذا كان نطق الحرف أو الكلمة مراعى فيهما مناسبة المعنى، كما قال الماوردي في آداب الكلام: (ومن آدابه : أن يراعي مخارج كلامه بحسب مقاصده وأغراضه فإن كان ترغيبًا قرنه باللين واللطف، وإن كان ترهيبًا خلطه بالخشونة والعنف، فإن لين اللفظ في الترهيب وخشونته في الترغيب خروج عن موضعهما، وتعطيل للمقصود بهما، فيصير الكلام لغوًا، والغرض المقصود لهوًا)(١).