وقد قال موسى - عليه السلام - لما أمره الله - عز وجل - بدعوة فرعون وملئه: ؟ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ؟ [القصص: ٣٤]، قال ابن كثير: (وذلك أن موسى - عليه السلام - كان في لسانه لثغة، بسبب ما كان تناول تلك الجمرة، حين خُيّر بينها وبين التمرة أو الدرّة، فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه، فحصل فيه شدة في التعبير؛ ولهذا قال: ؟ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي - يَفْقَهُوا قَوْلِي - وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي - هَارُونَ أَخِي - اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي - وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ؟ [طه: ٢٧ -٣٢] أي: يؤنسني فيما أمرتني به من هذا المقام العظيم، وهو القيام بأعباء النبوة والرسالة إلى هذا الملك المتكبر الجبار العنيد، ولهذا قال: ؟ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ؟ أي: وزيرًا ومعينًا ومقويًّا لأمري، يصدقني فيما أقوله وأخبر به عن الله عز وجل؛ لأن خبر اثنين أنجع في النفوس من خبر واحد؛ ولهذا قال: ؟ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ؟. وقال محمد بن إسحاق: ؟ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ؟ أي: يبين لهم عني ما أكلمهم به، فإنه يفهم عني)(١).
وقد يختلف المعنى إذا لم يخرج الحرف من مخرجه الصحيح، كإبدال الذال زايًا في كلمة "ذَهاب"، والثاء سينًا في كلمة "ثمر"، والحاء هاءً في "رحَّب"، والخاء كافًا في "خبير"، والقاف غينًا في "صِدْق"، والجيم قافًا في "جاب"، وكمد الهمز في "أذان".
وتتحقق السلامة الصوتية بوسائل عديدة، أهمها: الاستماع إلى الكلام العربي الفصيح من متكلم فصيح، وأعظم ذلك القرآن الكريم حين يتلقاه المرء عن مجوِّد متقن محسن للقراءة؛ لأن التجويد هو: إعطاء الحرف حقه ومستحقه، وأهم مسألة في التجويد هي: إخراج الحرف من مخرجه الصحيح.