وإذا كان من أهداف تعلم القرآن الكريم: (التعرف على خصائص الأسلوب القرآني، ووجوه الإعجاز البياني)(١) فإن لهذا أثره في اقتفاء أثر القرآن والاقتباس من طريقته وتكوين القدرة البلاغية للتعبير(٢). وإن من أهم خصائص الأسلوب القرآني: رعاية مقتضى الحال. ولم يكن القرآن الكريم قد بلغ الغاية في التأثير في النفوس إلا لكونه قد بلغ الغاية في رعاية مقتضى الحال.
ولينظر مثلاً إلى القصة القرآنية كيف يوجز عرضها في موضع ويطنب في موضع آخر، ويعبر عنها بلفظ في موضع، وبلفظ آخر في غيره، مراعاة لما يقتضيه المقام. ولم يقدم لفظ على آخر في موضع، ويؤخر عنه في موضع آخر، إلا لما يقتضيه المقام في هذا وذاك. وقل مثل ذلك في الحذف والذكر، والإظهار والإضمار، والتصريح والكناية، والحقيقة والمجاز، وغير ذلك من أساليب البلاغة.
(٢) ينظر: أهداف التربية الإسلامية وغاياتها، لمقداد يالجن: ٦٨، والاتجاهات الحديثة في طرائق تدريس التربية الدينية، لمصطفى موسى: ٣٥٧.