بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ؟ [البقرة: ٢٣٧]، ؟ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ؟ [النساء: ٢١]، ؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ؟ [النساء: ٤٣]، ؟ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ؟ [الأعراف: ١٨٩].
إن القرآن يصور هذه العلاقة الجنسية الطبعية بجلاء ووضوح؛ ولكن بألفاظ شريفة مهذبة لا تجد فيها بعد قراءة هذه الآيات ما يشعل الغريزة ويثير النفس نحو التلذذ بالجنس.
إن المتكلم البليغ يستطيع أن يصور المشاعر والعواطف النظيفة بتعبير نظيف، كما عبر عنها القرآن في قصة ابنة شيخ مدين مع موسى - عليه السلام - [سورة القصص: ٢٣-٢٧]، كما أنه يستطيع أن يصور لحظات الضعف والهبوط القذرة بكل أمانة؛ إلا إنه يصورها أيضًا تصويرًا نظيفًا، بحيث لا يثير التلذذ بمشاعر الجنس المنحرفة، والتمتع بلحظة الهبوط، بل يثير في النفس النفور من تلك الفطرة المنحرفة، والتقزز من ذلك الهبوط، وله خير مثال في طريقة القرآن في قص موقف امرأة العزيز مع يوسف - عليه السلام - [سورة يوسف ٢٢-٣٤](١).