بل ورد عن بعضهم أنهم يضربون أولادهم على اللحن، كما ورد عن علي وابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهم -(١)، وقال شيخ الإسلام: (وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن، فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي، ونصلح الألسنة المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة، والاقتداء بالعرب في خطابها. فلو ترك الناس على لحنهم كان نقصًا وعيبًا، فكيف إذا جاء قوم إلى الألسنة العربية المستقيمة والأوزان القويمة فأفسدوها بمثل هذه المفردات والأوزان المفسدة للسان)(٢).
ويعظم شأن اللسان العربي في الإسلام، حيث يكون شعارًا له ولأهله؛ لأن الله - عز وجل - اختاره لغة لوحييه، فأنزل به خاتم كتبه، وجعله لسان خاتم رسله - ﷺ -، كما قال الله تعالى: ؟ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ؟ [يوسف: ٢]. قال شيخ الإسلام: (إن الله تعالى لما أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مبلغًا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به؛ لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتبار التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله، وأقرب إلى إقامة شعائر الدين، وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم)(٣).

(١) ينظر: الأحاديث والآثار الواردة في فضل اللغة العربية، للباتلي /٢٣٧-٢٣٩.
(٢) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: ٣٢/٢٥٢.
(٣) اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية: ١/٣٩٩، وينظر: ١/٤٦٣ و٤٦٩-٤٧٠.


الصفحة التالية
Icon