الحث على اكتساب اللسان العربي.
لهذا الشأن العظيم للسان العربي ورد الحث قديمًا وحديثًا على اكتسابه وتعلمه والتحدث به، حتى يكون ملكة يُقتدر بها على فهم كلام الله - عز وجل - وكلام رسوله - ﷺ -، وإنشاء الفصيح والبليغ من القول.
فمن ذلك ماروي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: (عليكم بالتفقه في الدين، والتفهم في العربية، وحسن العبارة)، وكتب إلى أبي موسى - رضي الله عنه -: (أما بعد، فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن، فإنه عربي)، ويروى عنه: (تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه)(١)، وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: (تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه)(٢)، وقيل للحسن البصري في قوم يتعلمون العربية؟ فقال: أحسنوا، يتعلمون لغة نبيهم - ﷺ -(٣)، وعن شعبة: (من طلب الحديث، ولم يبصر العربية، فمثله مثل رجل عليه برنس، وليس له رأس)(٤)، وقال الشافعي: (على كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك. وما ازداد من العلم باللسان الذي جعله الله لسان من ختم به نبوته، وأنزل به آخر كتبه كان خيرًا له)(٥)، وقال شيخ الإسلام: (إنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية، حتى يتلقنها الصغار في المكاتب وفي الدور، فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه
(٢) ينظر في تخريجه: المصدر السابق: ٨٤، وحسنه.
(٣) ينظر: المصدر السابق: ٨٦.
(٤) ينظر: المصدر السابق: ١٥٩.
(٥) الرسالة، للشافعي: ٤٨.