تقوم قواعد الاستنباط أو ما يعرف بأصول الفقه (١) على ما استفاده الأصوليون من القرآن الكريم، فحجّية مصادر التشريع أو أدلته، وقواعد الأمر والنهي، ومعاني العموم والخصوص، والإطلاق والتقيد، والإجمال والبيان، والمنطوق والمفهوم وغيرها من مسائل أصول الفقه مأخوذة من القرآن الكريم (٢).
قال الشافعي : من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصاً واستدلالاً، ووفقه الله للقول والعمل بما علم منه، فاز بالفضيلة في دينه ودنياه، وانتفت عنه الريب، ونورت في قلبه الحكمة واستوجب في الدين موضع الإمامة (٣).
ويرى المتعلم في القرآن الكريم الدعوة إلى معرفة الدليل والبحث (٤) عنه كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: من الآية١١١ وسورة النحمل الآية ٦٤ ].
وقوله :﴿ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ﴾ [الأنعام: من الآية١٤٨]، وقوله :﴿ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الأحقاف: من الآية٤].
(٢) ينظر: الجويني، البرهان ١/٨٤، والخطيب، الفقيه والمتفقه ٢/٥٣، ٦٧، وابن عبدالبر، الجامع ٢/٣٢، ٣٦، ٨١، العلائي، المجموع ٢/٨٢، والطوفي، شرح مختصرا لروضة ٢/٤٠٣، والزركشي، البحر المحيط ١/٢٣٠، ٢/٤٨، وشرح الكوكب ٣/٥١، ٣٩، ٤٧٧.
(٣) الشافعي، الرسالة ١٩.
(٤) من شروط الاجتهاد العلم بالدليل. ينظر: الفتوحي، شرح الكوكب المنير ٤/٤٦٠.