ويجد في القرآن الكريم الحث الشديد على الانتفاع بالدليل والاعتناء التام به وتقديمه؛ لأنه الثمرة الحقيقية من معرفة الدليل وفائدة البحث عنه. إلى جانب وما وعد الله على ذلك من الفضل والأجر، قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: ١٣٢]، وقال :﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: من الآية٦٤].
كما يجد التحذير الشديد من مخالفته ومعاندته والصد عنه، والوعيد بالضلال والفتنة والعذاب الأليم لمن صدف عنه، قال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: من الآية٦٣]. وقال: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ﴾ [الأحزاب: ٣٦]، والآيات في هذا كثيرة، يقول الإمام أحمد (ت٢٤١هـ): نظرتُ في المصحف فوجدت طاعة الرسول - ﷺ - في ثلاثة وثلاثين موضعاً (١).
ولذلك قال العلماء : لا اجتهاد مع النص، والحل والحُرمة من حق الشرع، والأحكام مبينة على عُرف الشريعة لا على عادة الظلمة (٢). إلى غير ذلك من القواعد التي التزم بها أهل العلم، وتمسّكوا بها وعظموها أشد التعظيم.
الخاتمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
(٢) ينظر: السرخسي، المبسوط ٥/١٥١، ١٦/١٣٦، وابن قدامة، المغني ٤/٦٦، ٧٤، ١٥٢، وابن تيمية، القواعد النورانية ٢٠١، العلائي، المجموع ١/٢٠٦.