وكتب الإمام أحمد كتباً كثيرة في التفسير وعلوم القرآن (١).
واهتم العلماء بالتأليف في أحكام القرآن، وبيان ما تضمنه من المسائل الفقهية(٢).
وعلى الرغم من كل ما أصاب الأمة من ركود وجمود وضعف، فقد استمرت في القيام بفريضة حمل هذا القرآن وتبليغه (٣). غير أن العناية انصبت بعد ذلك على مجرد التحفيظ والتلقين وتعليم التلاوة، واضطلعت حلقات المساجد بالجهد الأكبر إلى جانب الكتاتيب (٤) والمدارس (٥).
وحين اتسع نطاق هذه الحلقات واشتد الإقبال عليها، أُنشئ ما يعرف بالجماعات أو الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم؛ لتقوم بالإشراف عليها وتوفير ما يمكن من متطلباتها واستقطاب الموارد التي تعينها على أداء رسالتها والقيام بمهمتها، ولتكون القناة الواصلة بين هذه الحلقات وبين الجهات الحكومية المختلفة.

(١) منها : كتاب التفسير، وكتاب جوابات القرآن، وكتاب المقدم والمؤخر في كتاب الله، وكتاب الناسخ والمنسوخ. ينظر : ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة ١/٢٠، والذهبي، سير أعلام النبلاء ١٣/٥١٧-٥٢١.
(٢) ينظر: أحكام القرآن للشافعي، أحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق، وأبي يعلى، والطبري الهراسي، والقرطبي، وابن العربي، وغيرهم.
(٣) ينظر: النووي، التبيان ٣٣.
(٤) الكتاتيب جمع كُتَّاب. يقال: كُتّاب ومكتب، وهو مكان صغير لتعليم الصبيان القراءة والكتابة وتلاوة القرآن وحفظه، ينظر: المعجم الوسيط ٢/٧٧٥.
(٥) ينظر عن هذه المدارس، القرشي، الجواهر ٥/٥٩٣، ابن كثير، البداية والنهاية ٢١/٦٦٢، ٧٠٠، والذيل لابن رجب ٥/٤٤٨، والدارس في تاريخ المدارس لعبدالقادر النعيمي.


الصفحة التالية
Icon