وكانت أول جمعية خيرية أنشئت لهذا الغرض في المملكة العربية السعودية الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن في مكة عام ١٣٨٢هـ. وتُعد الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض التي قامت عام ١٣٨٦هـ من أوائل الجمعيات الخيرية وأكثرها اتساعاً ونشاطاً (١).
وتزايد نشاطها فلم يعد قاصراً على المساجد، بل فُتحت الدور النسائية وحلقات تحفيظ القرآن في السجون، والاصلاحيات، ودور الرعاية الاجتماعية، والمدن العسكرية، والنوادي الرياضية.
وقد بلغ حُفاظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية حتى عام ١٤٢٢هـ ما يزيد على عشرين ألف حافظ من الرجال والنساء (٢).
أما مدارس تحفيظ القرآن الكريم الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم، فقد قامت بجهد كبير واضطلعت بمسؤلية مهمة منذ عام ١٣٦٧هـ، وبلغ عدد المدارس حتى عام ١٤٢٢هـ أكثر من خمسمائة مدرسة شاملة لجميع مراحل التعليم العام (٣).
التمهيد في حقيقة تنمية المَلَكَة الفقهية
التنمية : الزيادة والتكثير والإشاعة (٤).
والمَلَكَةُ الفقهية (٥) : الاستعداد العقلي الراسخ للتفقه.
أو القُدرة التي تمكن من معرفة مآخذ الفقه، ومدارك الأحكام (٦).
(٢) ينظر: سجل الندوة العالمية في جامعة الإمام ٢/٦٤٥.
(٣) ينظر: المصدر السابق ١/٣٤١، ٣٥٦.
(٤) ينظر: ابن فارس، مقاييس اللغة ٥/٤٧٩.
(٥) المَلَكة : هيئة أو كيفية نفسانية راسخة تحصل للنفس بسبب فعل من الأفعال. ينظر: الجرجاني، التعريفات ٢٠٥. والفقه : العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية. ينظر: شرح الطوفي ١/١٣٣.
(٦) ينظر: ابن رجب، فضل علم السلف ٥١، والفتوحي، شرح الكوكب ١/٤٠، والوسيط ٢/٨٨٦.