وتسمى ملكة فقهية، وقريحة فقهية، وسجية فقهية، وأهلية فقهية، وفقه نفس(١)، وما أشبه ذلك.
غير أنها لا توجد إلا بفضل الله ثم بفضل التكرار، والممارسة، والذهن الجيد القادر على اقتباس ما يرد عليه من المطالب بحذق ومهارة (٢).
وبفضل الله ثم بفضلها يتحقق للمتفقه جودة الملاحظة، وقوة الاستنباط، وصحة الاعتبار(٣).
ولا وسيلة إلى تصور المسائل على وجهها، ولا القدرة على نقل أحكام المسائل إلا بها(٤)، وليس بوسع غير صاحب الملكة الفقهية أن يُفتي (٥).
ومن أجل ذلك، قالوا: بأنها رأسُ مال المجتهد، وملاك صناعة الفقه، وأنها الدستور، وأن كتب الفقه لم تصنف إلا لمساندة هذه الملكة (٦).
المبحث الأول
أثر تعلم القرآن الكريم في الحث على التفقه
وفيه تمهيد ومطلبان:
المطلب الأول: أثر تعلم القرآن الكريم في الحث على المبادرة إلى التفقه.
المطلب الثاني: أثر تعلم القرآن الكريم في الحث على الحرص على التفقه.
تمهيد :
كان من المستقر في وجدان السلف الأثر البالغ لتعلم القرآن الكريم في الحث على التفقه والحرص عليه، وفتح أبوابه، وتيسير سبله.
(٢) ينظر: الجرجاني، التعريفات ١١٣/٢٠٥، والفتوحي، شرح الكوكب ١/٤٠، والمناوي، التوقيف ٦٧٥، والجويني، البرهان ٢/١٣٣٢.
(٣) ينظر: الخطيب، الفقيه والمتفقه ٢/١٥٨، وابن عبدالبر، الجامع ٢/٨٤.
(٤) ينظر: ابن بدران، المدخل ٣٧٧.
(٥) ينظر: المرداوي، شرح التحرير ٨/٤٠٧٣.
(٦) ينظر: الجويني، البرهان ٢/١٣٣٢، وصفي الدين الهندي، الفائق ٥/٨٧، والفتوحي شرح الكوكب ٤/٤٦٠.