ثانياً ـ الامتنان على الناس بالأمن، تنبيها لهم إلى أنه نعمة كبرى تستحق الشكر والمحافظة، وذلك في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، منها :
١ ـ أن الله امتن على أهل مكة بإنها كانت آمنة مطمئنة مستقرة، ويتخطف الناس من حولها، ومن دخلها كان آمنا لا يخاف (١)، فقال تعالى :﴿ أَوَلَمْ (#÷ruچtƒ أَنَّا جَعَلْنَا $·Buچxm آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ ِNخgد٩ِqxm ﴾ [العنكبوت : ٦٧].
٢ ـ وامتن على قريش بنعمة الاستقرار الأمني والرخاء الاقتصادي، وذلك (( ما كانوا يألفونه من الرحلة في الشتاء إلى اليمن، وفي الصيف إلى الشام في المتاجر وغير ذلك، ثم يرجعون إلى بلدهم آمنين في أسفارهم؛ لعظمتهم عند الناس؛ لكونهم سكان حرم الله، فمن عرفهم احترمهم، بل من صُوفي إليهم(٢) وسار معهم أمن بهم، وهذا حالهم في أسفارهم ورحلتهم في شتائهم وصيفهم ))(٣)، قال تعالى: ﴿ لِإِيلَافِ C·÷ƒuچè% (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴾ [قريش : ١ ـ ٢]، ووجههم إلى كيفية المحافظة على هذه النعمة، فقال: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا دMّٹt٧ّ٩$# (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ NكgsYtB#uنur مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش : ٣ ـ ٤].
ثالثا ـ جعل الخوف وزوال الأمن عقوبة إلهية للمجتمعات الفاسدة التي لم تسلك السبل الحقيقية للأمن، وذلك في أمثلة وقصص تضمنها كتاب الله، من ذلك :

(١) ينظر : تفسير ابن كثير (٦/٢٤٧، ٢٩٥).
(٢) صوفي إليهم : أي كانت له علاقة حسنة بقريش، وَصَفَت المودة بينهم، يقال : الصَّفِيُّ : المُصافي، وصافى الرَّجلَ : صَدَقه الإخاء.
ينظر : لسان العرب (١٤/٤٦٢)، مختار الصحاح ص(٣٧٥).
(٣) تفسير ابن كثير (٨/٤٩١).


الصفحة التالية
Icon