ويصفي النفوس، وينقي الأفكار والأذهان، وكلما ازداد تردد الطلاب على المسجد ازداد تعلقهم به، وقربهم من خالقهم، فارتقوا نحو مرضاته، ومحاسبة نفوسهم، وابتعدوا عن النوازع العدوانية، والدوافع الإجرامية، إن آيات القرآن التي تتردد على مسامع الطلاب في المسجد تمثل دستوراً تربوياً يقيهم شرور المخاطر والانزلاقات الفكرية والانحرافات العقدية، ويحفظهم من الانسياق وراء الإغراءات الوافدة، والنزعات الفكرية المضللة(١).
ومما يؤكد الحاجة إلى مدارس تعليم القرآن الكريم إنها تجمع فئات المجتمع على اختلاف أعمارهم، وبخاصة مرحلة الطفولة والمراهقة، فإذا وجدوا التوجيه السليم نشأوا نشأة طيبة يجني ثمارها المجتمع الذي يعيشون فيه.
ولمدارس تعليم القرآن دور بارز في تحقيق الأمن، وذلك من خلال إدارة تلك المدارس والمعلّمين العاملين فيها، ولبيان ذلك الدور أبدأ أولاً ببيان دور الإدارة، وأثني بعد ذلك بدور المعلّم، وذلك على النحو التالي :
المطلب الأول : دور الإدارة في حفظ الأمن :
للإدارة دور رئيس في قيام مدرسة تعليم القرآن بدورها وتحقيق أهدافها، ويمكن إيضاح هذا الدور من خلال النقاط التالية :
١ ـ اختيار المكان المناسب لحفظ القرآن الكريم : يعتبر اختيار المكان المناسب لحفظ القرآن الكريم وتهيئته من الوسائل التربوية المعينة على التعليم والإفادة منه والاستمرار فيه، وعلى الإدارة أن تحرص على ذلك، من خلال أمور كثيرة، منها :
ـ توفير الأثاث الجيد والإنارة الكافية والتهوية المناسبة لمكان تعليم القرآن.
ـ المحافظة على نظافة مكان تعليم القرآن الكريم.
ـ توفير الوسائل التعليمية المناسبة للاستعانة بها في تعليم القرآن وبيان أهدافه، وتوجيه انتباه الطلاب إليها.

(١) ينظر : دور المسجد في تحقيق مفهوم الأمن الاجتماعي، د. عبدالكريم العمري ص (١٩٢، ١٩٩).


الصفحة التالية
Icon