ـ وضع لوحات ذات أهداف تربوية وتوجيهات سلوكية مناسبة، منطلقة من نصوص القرآن الكريم ومعانيها (١).
والمكان الأنسب لتعلم القرآن الكريم هو المسجد، وبخاصة إذا توفرت فيه الأمور السابقة (٢)، وقد تقدمت فوائد دراسة الطلاب في المساجد.
٢ ـ اختيار معلّمي القرآن الكريم، وإعدادهم، والإشراف عليهم :
يظن البعض أن عملية تعليم القرآن الكريم يستطيعها كل أحد، وربما يبرر قوله هذا بما يشاهده في الواقع من أن كثيراً من معلمي القرآن الكريم في المساجد وفي غيرها قد لا يحملون مؤهلات تربوية، ومع اتفاقنا مع من يقول بوجود هذه الظاهرة، إلا أننا نرى أنها ظاهرة غير صحية ينبغي علاجها، من خلال رفع المستوى العلمي والتربوي المطلوب في المعلمين، لاسيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الصوارف، واتسعت ثقافة الطلاب، وتنوعت مصادر التأثير، واختلف الوسط التربوي(٣)، ومن هنا فإن مهمة مدارس تعليم القرآن لم تعد مجرد تحفيظ القرآن وغرس المعلومات فحسب، بل جعلت أولى مهماتها وأهدافها غرس القيم الإسلامية في نفوس الطلاب، وتربيتهم على العمل بها، و (( المساهمة في بناء الفكر والمعتقد السليم النابع من كتاب الله عز وجل لدى الشباب وتحصينهم من الانحرافات الفكرية والعقدية )) (٤)، من أجل تكوين المواطن الصالح وتحصين أفراد المجتمع؛ لضمان التزامهم بقيم وضوابط القرآن الكريم السمحة وتشريعاته العظيمة التي كفلت الأمن والسعادة للإنسان في الدنيا والآخرة، وهذا دور كبير يحتاج إلى مدرسين أكفاء، وإعدادهم إعداداً جيداً (٥)

(١) ينظر : مهارات التدريس في الحلقات القرآنية، د. الزهراني ص(٢٧٤).
(٢) ينظر : ص (١٣) من البحث.
(٣) ينظر : المرجع نفسه ص (١٥).
(٤) هذا هدف من أهداف الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض. ينظر : التقرير السنوي للجمعية "حصاد السنابل" للعام ١٤٢٦هـ ص(٦).
(٥) سيأتي الحديث بالتفصيل عن المعلم وصفاته، ص(١٩ ـ ٢١) من البحث.


الصفحة التالية
Icon