، فلا بد ـ إذن ـ من التفاعل بين مدارس تعليم القرآن الكريم وأسر طلابها ومجتمعهم، وهذا ما سنتناوله في النقطتين التاليتين.
٥ ـ تفاعل مدارس تعليم القرآن الكريم مع أسر الطلاب :
الأسرة(١) هي المحضن الأول للإنسان فيها يولد، وفيها ينشأ ويترعرع، وفيها يتعلم المُثل والقيم والمبادئ، ولهذا كان لها دور مهم في حفظ الأمن والاستقرار، دور تربوي وتوعوي ووقائي؛ إذ هي التي تغرس في أفرادها ما يحقق الأمن الاجتماعي من احترام لحقوق الآخرين وحفظها وعدم الاعتداء عليها، وإذا أساءت الأسرة في تربية أفرادها، قدّمت للمجتمع ما يزعزع أمنه ويخل بطمأنينته، فهي حلقة الوصل بين الفرد والمجتمع المحلي(٢)، ولهذا لابد من التعاون بين مدارس تعليم القرآن الكريم وأسر الطلاب؛ ليكمّل بعضهم بعضاً في الأدوار المناطة بهم في تحقيق الأمن والاستقرار، ومن هنا يجب إطلاع الأسرة على حال أبنائها، ووقوفها على سلوكياتهم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ولابد أيضاً من تنمية التواصل غير المباشر، من خلال ملاحظة دفتر متابعة الطلاب، ويوقع ولي الأمر في الخانة المخصصة، وهذا يجعله على علم بمستوى ابنه.

(١) الأسرة : هي الوالدان والأخوة الكبار، والجد والجدة، وغيرهم من الأقارب ممن يعيشون في مكان واحد، لهم سلطة على الأبناء، ويمكن أن يقوموا بدور الوالدين في تربية وتوجيه ورعاية الأبناء.
دور الأسرة في أمن المجتمع، د. محمد عفيفي ص(٣٣٠).
(٢) ينظر : الأمن مسؤولية الجميع، د. هاشم الزهراني ص(٩٣٠)، بناء الأجيال، د. عبدالكريم بكار ص(٢٠٨).


الصفحة التالية
Icon