٥ ـ أن تعليم الناس القرآن وتربيتهم عليه واجب شرعي، ولا يتم ذلك إلا بواسطة معلّمي القرآن الكريم، كما سبق، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب(١)، فوجب على المجتمع أن يبذل كل الأسباب والوسائل لإعداد معلّمي القرآن، وتقديم ما يحتاجونه من العون والوسائل التي تمكنهم من القيام بواجبهم التعليمي والتربوي(٢).
٢ ـ صفات معلّم القرآن الكريم :
لكي يقوم معلم القرآن الكريم بالدور المنوط به لابد أن يكون (( ممن كملت أهليته، وتحققت شَفَقَته، وظهرت مروءته، وعرفت عفته )) (٣) وسأذكر من صفاته ما يتناسب مع موضوع بحثنا وحجمه :
أ ـ الإخلاص لله تعالى فهو روح الأعمال، وسر قبولها، وبه يكون عون الله وتوفيقه لعبده.
ب ـ الاتصاف بالأخلاق الفاضلة في داخل الحلقة وخارجها، وهذا له تأثير عظيم على سلوك الطلاب، وتقوية علاقتهم بالمعلّم، من ذلك:
…ـ الصبر وسعة الصدر، وهو مطلوب في كل شخص يتعامل مع الناس، ويتأكد في معلّم القرآن، فهو معرض للكثير من المشكلات والمشاق ؛ وبخاصة في هذا العصر الذي ظهر فيه التقدم المعرفي والتقني وانتشرت فيه وسائل الاتصال، مما أدى إلى اتساع ثقافة الطلاب، وأوجد لديهم مشكلات وسلوكيات لم تكن موجودة من قبل، فيحتاج المعلّم إلى مزيد من الصبر لمعالجتها.

(١) هذه قاعدة فقهية، ينظر في معناها وأمثلتها : المنثور في القواعد للزركشي (١/ ٢٣٥).
(٢) ينظر : مهارات التدريس في الحلقات القرآنية، د. الزهراني ص(٥٠ ـ ٥٣).
(٣) أدب الدنيا والدين للماوردي ص(١٠٩)، وينظر للتوسع في هذه الصفات: مهارات التدريس في الحلقات القرآنية، د. الزهراني ص(٦٥ ـ ١١١)، المدارس والكتاتيب القرآنية ص(١٣ ـ ٢٢).


الصفحة التالية
Icon