…ـ الرفق والحلم والأناة، فقد تصدر من طلابه بعض الهنّات أو الأخطاء، فلابد أن يحلم عليهم ويرفق بهم في علاج هذه الأخطاء، ويتجنب الوقوع في الغضب وما يتبعه، وإن شعور الطالب بعطف معلّمه عليه وبرفق معاملته له يكسبانه الثقة بالنفس، ويشعرانه بالاطمئنان إلى معلّمه، فيساعده هذا الشعور على التحصيل بسهولة أكثر.
…ـ العدل بين المتعلمين : فلا يفضل أحد الطلاب على الآخر دون مبرر، حتى لا يوغر صدور بعضهم على بعض، أو يضعف العلاقة بينه وبين طلابه، مما يضعف تأثيره عليهم، فمثلاً ينبغي (( أن يقدّم في تعليمهم إذا ازدحموا الأسبق فالأسبق، ولا يقدّمه في أكثر من درس إلا برضا الباقين )) (١).
ج ـ أن يكون المعلّم قدوة حسنة لطلابه، فذلك مما يغرس في نفوسهم محبته والميل إلى تقليده والعمل بمثل عمله، والطلاب ينظرون إلى معلّمهم نظرة دقيقة متفحصة، مما يحتم عليه أن يكون قدوة حسنة، في العمل بتعاليم القرآن، وتعظيمه، وتقدير حملته ((إن وثوق الناس بالمعرفة كثيراً ما يرتبط بمدى ثقتهم بالحاملين لها... ويبدو أن المعلّم لا يستطيع أن يتفلت من نظرة الطالب إليه على أنه قدوة... وحينما يرفض المعلّم ذلك أو يتأفف منه فإنه يقلّل من فاعليته إلى حد كبير )) (٢).
د ـ اليقظة والمتابعة : فالمعلّم يمكث مع طلابه لفترات طويلة كل يوم، فيجب عليه أن يكون ملماً بأحوال طلابه، عارفاً بطباعهم وسلوكياتهم، وعليه أن يبادر بعلاج أي تصرف غير لائق قد يصدر منهم، ويشجع تصرفاتهم الحسنة، سواء كان هذا التصرف متعلقاً بالناحية العلمية أو التربوية، بأسلوب شيّق مقبول.
٣ ـ وسائل معلّم القرآن الكريم في حفظ الأمن :

(١) المجموع للنووي (١/٣٣).
(٢) بناء الأجيال، د. عبدالكريم بكار ص(١٢٤).


الصفحة التالية
Icon